في ملكه الفسيح، مع قيامه بأوامر الله تعالى وكثرة الذكر والتسبيح، وسليمان بعده وحكمه على الإنس والجن والطير والوحش والريح، وذي القرنين الذي ملك المشرقين، وبلغ المغربين، وبنى السد بين الصدفين، ودوخ البلاد وملك العباد وأين محلك من سيد الأنبياء وخاتم الرسل، وصفوة الأصفياء، المرسل رحمة للعالمين، الكائن نبياً وآدم بين الماء والطين، محمد المصطفى، وأحمد المجتبى الذي زويت له مشارق الأرض ومغاربها، وتمثل بين يديه شاهدها وغائبها، وفتحت له خزائنها، وعرض عليه ظاهرها وكامنها، وكانت جنوده الملائكة الكرام، وآمن به الإنس والجن والطير والوحش والهوام، وأيده الله الكريم المتعال بأن أرسل لطاعته ملك الجبال وكان حامل رايات نصره نسيم الصبا باليمين والشمال، فملك الجبابرة بالهيبة والقهر، وكانت الأكاسرة والقياصرة تهابه من مسيرة شهر، وأيده بنصره وبالمؤمنين من المهاجرين والأنصار، وتولى نصره " إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار " وبلغ ركابه الشريف أن الله سبحانه به أسرى، في بعض ليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وكان مركوبه الشريف البراق، ثم عرج به