وترميه، ما يستميل خاطره، ويطفئ من لهيب غضبه النائرة، مع شيء من الهدايا والتقادم، وإبراز قضاياهم في صورة المعتذر النادم، ربما كان كسر من غيظه، أو همد من حنقه وبرد من قيظه، وإنما فعلوا تلك المعذرة، بعد حريق دمشق وخراب البصرة، وأرسلوا الخدم والهدايا صحبة النعام والزرافات، وقد أعجز التدارك وفات وصاروا كما قيل
ذو الجهل يفعل ما ذو العقل يفعله ... في النائبات ولكن بعدما افتضحا
وكما قيل وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل " فصل " ذكر بيسق هذا قال لما مثلت بين يديه، وأديت الرسالة، وقرئ الكتاب عليه، قال لي قل الحق، ما اسمك؟ قلت بيسق، قال ما مدلول هذا اللفظ المزري؟ قلت له يا مولانا لا أدري، فقال أنت لا تعرف مدلول اسمك يا ثعالة، فكيف تصلح لتحمل الرسالة، ولولا أن عادة الملوك أن لا يهيجوا الرسل، وقد مهدوا على ذلك القواعد وسلكوا