السبل، وأنا أولى من يتبع آثار السلاطين، ويحيي سنن الملوك الماضين، لفعلت معك ما يجب فعله، ولأوصلتك ما أنت أهله، وبعد هذا فلا عتب عليك، وإنما اللوم على من تقدم بهذا الأمر إليك، ولا حرج عليه أيضاً لأن ذلك مبلغ علمه، ومدرك عقله وفهمه، وقد ظهر بفعله الوبيل، نتيجة ما قيل
تخير إذا ما كنت في الأمر مرسلا ... فمبلغ آراء الرجال رسولها
ثم قال لي توجه إلى قلعتكم، ومكان عزتكم ومنعتكم، فذهبت فوجدتها قد دكت دكاً، وسيم حرمها وحريمها خسفاً وهتكاً، ثم أتيته، وذكرت له ما رأيته، فقال إن مرسلك أقل من أن أجامله، وأذل من أن أراسله، ولكن قل له إني واصل إليه على عقبك، وها أنا مشبت مخاليب أسودي بذنبك، فليشمر للقرار أو للفرار الذيل، وليعد لأيهما اختار ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل، ثم أمر بي فأخرجت، وما صدقت أن تصوبت! إلى جهة مصر ودحرجت