الملابس، فصارا في الفساد وزيريه وهو الأمير، وفي العناد صغيرين وهو الكبير، وعاشراه على ذلك ووالياه فلبئس المولى وبئس العشير، فأفسداه وما انصلحا، وخسراه وما ربحا، فكأنه عنى شأنهم، من أظهر قولهم وشأنهم بقوله
ولا ينفع الجرباء قرب صحيحه ... إليها ولكن الصحيحة تجرب
ولم يزل على طريقته العوجا، فأشبه لما أجارهم مجير أم عامر العرجا، فنهيناه فما انتهى، ونبهناه فما أرعوى، وأريناه العبر في غيره فما اعتبر، وناداه لسان انتقامنا من المخالفين الحذر الحذر، وكنا وضعنا اسمه مع اسمنا، على عادة حشمتنا وأدبنا في المراسلات ورسمنا، فتعدى طوره، وأبدى جوره، وكان في بعض مراسلاته، وما وضعه في مكاتباته، كتب اسمه تحت اسم طهرتن، وهذا هو الواجب عليه والحسن، ولا شك أن طهرتن بالنسبة إلينا، كبعض خدمنا، وأقل حشمنا ثم إنه أعنى بايزيد لما طالع كتابنا، ورد جوابنا، وضع اسمه فوق اسمنا بالذهب، وهذا لما فيه من كثرة الحماقة وقلة