للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تخلت عنه -لظروف قاهرة- دولة بني مرين في حدود (٨١٢ - ٨٢٧ هـ) (٦).

وحاول الزيانيون -غير مرة- التخلص من سيطرتهم، وإبعاد هذا الكابوس الجاثم على صدورهم، وإزالة الخناق المطوق لرقابهم، لكن بدون طائل.

فهذا أبو العباس أحمد الزياني الملقب بـ (المعتصم بالله) رغم أن الحفصيين هم الذين ولوه عرش تلمسان (٨٦٦ - ٨٦٦ هـ) (٧) (١٤٣١ - ١٤٦١ م) (٨) - فإنه لم يكد يستوي على قدميه حتى ثار ضدهم، وأعلن رفض دعوتهم سنة (٨٣٧ هـ- ١٤٣٣ م) (٩) متخيلا أنهم سيتغاضون عن محاولته الاستقلال عنهم، وأنهم سيعدلون عن سياستهم المتبعة: القتل، أو حبس كل من سولت له نفسه الخروج عن طاعتهم وتعيينهم -في محله- من يخطب باسمهم، ويأتمر بأمرهم.! ! فلم يصدق تخيله.

لكون أبي فارس الحفصي بمجرد ما وصله الخبر، زحف بجيش جرار على الجزائر، قاصدا العاصمة (تلمسان) بيد أنه-


(٦) الاستقصا للناصري ج- ٤ - ص: ٩١ طبع دار الكتاب- الدار البيضاء المغرب، وتاريخ الجزائر العام للجيلالي- ج- ٢ ص: ١٨٩، طبع مكتبة الحياة- بيروت.
(٧) من الصدق أنه ولوه في نفس السنة التي ولد فيها الونشريسي.
(٨) تاريخ الجزائر العام-ج- ٢ - ص: ١٨٩.
(٩) نفس المصدر- ج- ٢ - ص: ١٩١.