للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغزاة الذين أحاطوا به من كل جانب، فضلا عما تحدثه في الأمة من بلبلة الأفكار وإثارة الاضطرابات، وضعف الهمة، وتلاشي العزيمة.

ومع ذلك، فقد قاد معركة الجهاد، وأبلى البلاء الحسن في مقارعة العدو (٣٧) إلى آخر نفس من حياته (٣٨) (٩١٠ هـ- ١٥٠٤ م)، فخلفه ولده محمد الملقب بـ (البرتغالى (٣٩))، وكان يتحلى بكثير من سمات أبيه، إلا أنه ابتلي منذ اعتلائه العرش بثورة ابن عمه مسعود بن الناصر- حاكم مكناس- عليه، وظهور مؤسس الدولة السعدية محمد القائم بأمر الله، وزادت البلاد تضعضعا واضطرابا، مما شجع البرتغال على تنفيذ مخططهم الخاص باحتلال المراسي المغربية الباقية، تمهيدا لاحتلال المغرب كله، فاستولوا على العرائش (٤٠)، وأكادير (٤١) سنة (٩١٠ هـ- ١٥٠٤ م) بدون مقاومة تذكر. ثم احتلوا آسفي سنة (٩١٢ هـ-١٥٠٦ م (٤٢))، وأزمور (٩١٤ هـ-١٥٠٩ م (٤٣)) والمعمورة (٩٢٠ هـ-١٥١٥ م (٤٤)).

وبذل أبو عبد الله محمد البرتغالي، أقصى المستطاع في استرداد الشواطي المغربية، واستخلاصها من مخالب


(٣٧) انظر عروسة المسائل ص: ١٥ - ١٧.
(٣٨) جذوة الاقتباس ١/ ١٣١، ولقط الفرائد ص: ٢٧٨، وعروسة المسائل ص ٢٠ والاستقصا ٤/ ١٤٠.
(٣٩) لقب بذلك لأنه وقع في أسر البرتغال لما أخذوا ثغر أصيلا وبقي عندهم نحو ٧ سنين إلى أن افتكه والده.
(٤٠) عروسة المسائل ص: ٢٢ - ٢٤.
(٤١) و (٤٢) و (٤٣) و (٤٤) انظر الاستقصا ج ٤ ص: ١١٠.