للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبقيت في المدرسة متجردا نحوا من سبعة أعوام ... (٨٨) "ثم يسترسل في وصف خزائن الكتب، وكيفية المطالعة بها، ويقارن بينها وبين ما شاهده في مصر والشام والحجاز وبلاد الترك (٨٩).

أما ابن الوزان (ليون الإفريقي) (ت ٩٢٦ هـ (٩٠) فيقدم لنا وصفا أكثر وضوحا واستيعابا للحركة الفكرية والعلمية بفاس- أثناء وصفه لها "وبالمدينة مسجد أعظم يسمى (جامع القرويين) توجد بداخله، وعلى طول جدرانه الأربعة- سلسلة من الكراسي العلمية لمختلف الفنون، يتصدرها الفقهاء والأساتذة، لتثقيف الشعب والطلبة في شؤون الدين، والحقوق الواجبة، ومن هذه الدراسة ما يبتدئ يوميا بعد صلاة الصبح لينتهي بعد ساعة من طلوع الشمس؛ وفيها ما يشرع فيه على إِثر ذلك؛ ولا بد في الأستاذ المشرف على هذه الدروس أن يكون مستوعبا للمادة التي وكلت إليه ... وهذا هو توقيت


(٨٨) انظر (رسالة الإخوان من أهل الفقه وحملة القرآن) مخطوط بالخزانة العامة بالرباط رقم: (١٧٨٠ - ك).
(٨٩) نفس المصدر وانظر (مجلة المغرب) س-٦ - ١ (١٣٥٦ هـ ١٩٣٧ م)، و (مجلة رسالة المغرب) ع- ٥ - غشت ١٩٤٣ م، ص: ٤١ - ٤٢، والكتاب الذهبي، ص: ١٧٠.
(٩٠) أبو علي الحسن بن محمد الوزان الفاسي ولد بغرناطة، ثم انتقل مع أسرته إلى فاس، وبها درس، رحل إلى الشرق فأدى فريضة الحج سنة ٨٢٣ هـ، ثم عاد، وفي طريقه إلى طرابلس الغرب عام ٩٢٤ - ١٩١٣ م أسره نابولي، وأهداه إلى "بابا ليون" العاشر حيث نصر -فيما يقال- وأصبح معلما للغة العربية في جامعة "بولونيا" ومن كتابه (وصف إفريقيا). نقلت هذه الفقرات، انظر ترجمته "ابن الوزان" "اللحجوى" ومجلة المغرب- عدد دجنبر ١٩٣٤، ودعوة الحق، عدد دجنبر سنة ١٩٦٠.