للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكل ما هناك أن أبا العباس -صاحبنا- يشير في كتابه (الوفيات (١٠)) -إلى أن واضع بن فركون- القاضب العدل -من أقاربه- ولعله يعني أنه من أسرة والدته (أخواله)، فتكون والدته من العائلة الفركونية المغراوية الشهيرة بالعلم والفضل.

هذا بالنسبة لأسرته الكبيرة، أما عن أسرته الصغيرة، فيبدو أن انكبابه على تحصيل العلم بشغف كبير، وانغماسه في لذاته، أنسته ملذات الحياة، بحيث لم يحاول إنشاء أسرته إلا بعد أن مضى نحو نصف عمره، إذ لم يتزوج إلا قبل رحلته إلى المغرب ببضع سنوات، ولكن من هاته التي تزوجها؟ ما إسمها؟ وما نسبها؟ وما عدد الأولاد الذين أنجبتهم له؟ تلك أسئلة لا نستطيع الجواب عنها، وكل ما نعرف أن أبا العباس أنجب ولده أبا محمد أو أبا مالك: عبد الواحد -بعد انتقاله إلى فاس- في حدود سنة (٨٨٠ هـ (١١))، ولا نعرف له ولدا آخر سواه، ولعله الولد الوحيد للمترجم، وربما سماه عن جده عبد الواحد الونشريسي- على عادة الناس في الحفاظ على أسماء آبائم وأجدادهم.

ولم يكن أبو محمد -في حياة أبيه- ذا جد في الطلب، بل كان يؤثر الراحة، فزوجه والده سنة (عشر أو إحدى عشرة


(١٠) انظر "ألف سنة من الوفيات ص: ١٤٥.
(١١) كذا في نيل الابتهاج- ص: ١٨٨، واضطرب قول المنجور في فهرسته، فذكر أولًا في ص: ٥٠ أنه ولد بفاس- بعد انتقال والده إليها سنة (٨٧٤ هـ) وعاد مرة أخرى فقال في ص: ٥٤ - : "ولا أعلم عام ولادته، غير أن الغالب على ظني أنه في سن (٧٠) أو ما يقرب منها" -أي سنة (٨٧٠ هـ).
ولعل ما في نيل الابتهاج أدق، لقد ذكر أنه توفي سنة (٩٥٥ هـ) عن سبعين سنة.