للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقباني، وأبي عبد الله القوري، وابن زكري المانوي، وابن مرزوق العجيسي- الكفيف ... وهو في أبحاثه ودراسته، لا يرضي بالرجوع إلي المصادر الثانوية، والمختصرات الصغيرة، وإنما يعتمد علي الأمهات (٦٤) (الينابيع الصافية).

ومن أخلاقه -التي تتمثل في سلوكه- الشجاعة الأدبية، فقد كان صليبا في الحق، لا يخشي في الله لومة لائم، (٦٥) وقد طردته السلطة الجزائرية، لا لشيء إِلا لكونه لم يرض عن الوضع المتردي الذي كانت عليه البلاد، "فانتهبت داره، وضاعت أسبابه وكتبه، (٦٦) فلحق بالمغرب (٦٧) (وطنه الثاني).

وهنا يتبادر إلي الذهن بعض تساؤلات، لماذا اختار المغرب الأقصي - لهجرته دون سائر الأقطار الإسلامية؟ ولماذا فضل فاسا عن المدن المغربية الأخرى؟ أما يخشي أن يجد مضايقة في المدينة التي كانت تعج بالعلماء؟ أما كان من الأحسن له أن يتجه إلى غيرها- علما بأن المغرب عموما، وفاسا خصوصا، كانت آنئذ في حالة متدهورة للغاية؟ ! .

فالإجابة عن هذه الآسئلة تحتمل عدة احتمالات منها:

- أن شدة حبه لوطنه وتعلقه به، طغي علي كل شيء، فأرغمه علي التنقل إلي -أقرب المسافة- المغرب الأقصي،


(٦٤) انظر أزهار الرياض ج ٣ - ص: ٣٣ - ٣٦.
(٦٥) انظر دوحة الناشر ص: ٣٨.
(٦٦) انظر مخطوط الخزانة العامة بالرباط رقم (٧٦) - اللوحة (١ - ب).
(٦٧) ذكر في جذوة الاقتباس ج ١ ص: ٧٩ أنه نزل علي الأستاذ الصغير، العالم المقريء، فبالغ في بره وإكرامه.