للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهديت للرسول - صلى الله عليه وسلم - هدية فيها قلادة من جزع فقال: ((لأدفعنها إلى أحب أهلي إلي)).

فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت زينب فعلقها قي عنقها)) (١).

أما السيدة فاطمة الزهراء (ض) فإنها كانت بكرا عندما بنى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعائشة (ض)، لكنها كانت أكبر سنا منها بحوالي خمس أو ست سنوات، وقد عاشت مع عائشة (ض) سنة أو أقل، لأنها تزوجت في وسط السنة الخامسة للهجرة، وكانت عائشة من اللاتي قمن بتجهيزها للعرس، وإعداد أغراض البيت وترتيب أمور الزواج، تقول (ض): أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نجهز فاطمة حتى ندخلها على علي، فعمدنا إلى البيت، ففرشنا ترابا لينا من أعراض البطحاء، ثم حشونا مرفقتين ليفا فنفشناه بأيدينا، ثم أطعمنا تمرا وزبيبا، وسقينا ماء عذبا، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلق عليه السقاء، فما رأينا عرسا أحسن من عرس فاطمة (٢) والبيت الذي نزلت فيه فاطمة (ض) بعد الزواج كان يفصله جدار من حجرة عائشة (ض)، وكان بينهما مشربة تتكلمان منها.

هذا ولم تسجل لنا كتب الأحاديث واقعة صحيحة تدل على أن واحدة منهما تحمل شيئا من الكراهية أو البغض في قلبها تجاه الأخرى، بل أجمع أصحاب السير وكتب الأحاديث على أن الصلة بين عائشة (ض) وبين فاطمة كانت على أكمل ما ترضاه السجية الإنسانية في كل صلة من قبيلها، وكانتا شريكتين في قلب واحد تتنافسان عليه ولكنها شركة بين


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٠١ برقم ٢٤٧٤٨، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد مفصلا باب مناقب أمامة ٩/ ٢٥٤، والطبراني في المعجم الكبير ٤٤٢/ ٢٢ برقم ١٠٨٠.
(٢) أخرجه ابن ماجه في سننه كتاب النكاح برقم ١٩١١.

<<  <   >  >>