للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمل من أجل إصلاح الأمة والمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان وإيقاع العقوبة بهم، وقد أثيرت هذه الشبهة من قبل بعض بني أمية الذين استغلوا قول علي (ض): ((يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير))، واستخدموه لغرضهم السيئ، بينما كان قصد علي (ض) من ذلك هو أنه - صلى الله عليه وسلم - إذا فارقها سكن ما عنده من القلق بسببها إلى أن تتحقق براءتها فيمكن مراجعتها، وهؤلاء لما لم يتمكنوا من الحصول على مستند قوي وبرهان قاطع للإساءة إلى علي - رضي الله عنه وأكرم وجهه - وتشويه شخصيته وسمعته، أدخلوا هذه القصة في مثالبه، والسبب في ذلك أن الله تعالى وصف الذين تولوا كبره منهم أنهم أصحاب النار.

[رد الإمام الزهري على الوليد بن عبد الملك]

يقول الإمام الزهري: كنت عند الوليد بن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيا، فلما بلغ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} ... حتى بلغ {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} جلس، ثم قال: يأ أبا بكر من تولى كبره منهم؟ أليىس علي بن أبي طالب؟ قال: قلت في نفسي لقد عودني الله على الصدق، فقلت: أصلح الله الأمير ليس الأمر كذلك، أخبرني عروة عن عائشة (ض) أنها نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول (١).

وفي رواية البخاري: عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك: أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة، قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك: أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن عائشة قالت لهما: ((كان علي مسلما في شأنها)) فراجعوه فلم يرجع (٢).


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٤٣٧/ ٧، وانظر: تفسير القرطبي ١٩٨/ ١٢.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي برقم ٤١٤٢.

<<  <   >  >>