للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المؤاكلة]

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وعائشة (ض) يتناولان الطعام على مائدة واحدة بل من قصعة واحدة، تحكي لنا عائشة ذلك قائلة: ((كنت آكل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيسا، فمر عمر فدعاه فأكل، فأصابت يده إصبعي ... الحديث)) (١)، وكان ذلك قبل نزول الحجاب. والحديث الآتي يوضح لنا مدى حبه - صلى الله عليه وسلم - لعائشة حتى في الأكل، تقول (ض): ((كنت أتعرق العظم وأنا حائض فأعطيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيضع فمه في الموضع الذي فيه وضعته، وأشرب الشراب فأناوله، فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب منه)) (٢).

وذات ليلة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعشى مع عائشة - صلى الله عليه وسلم - في حجرتها إذ دخلت عليه أم المؤمنين سودة بنت زمعة (ض) وهي تشكو عمر، أنه يمنعها من الخروج حتى لقضاء الحوائج (٣). وكانا يمسكان معا قطعة واحدة من اللحم، لأنه لم يكن مصباح في البيوت يومئذ (٤).


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ٣٦٢/ ١ برقم ١٠٥٣، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩٣/ ٧، والطبراني في المعجم الصغير ١٤٩/ ١ برقم ٢٢٧ وفي الأوسط ٢١٢/ ٣ برقم: ٢٩٤٧، والنسائي في السنن الكبرى ٦/ ٤٣٥ برقم ١١٤١٩.
(٢) أخرجه الإمام أبو داود في السنن، كتاب الطهارة باب مؤاكلة الحائض برقم ٢٥٩. كما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الحيض برقم ٣٠٠، والنسائي في سننه معضلاء كتاب الطهارة برقم ٢٧٩ وكتاب الحيض برقم ٣٧٧، ٣٧٩، ٣٨٠، وابن ماجه في سننه كتاب الطهارة برقم ٦٤٣.
(٣) أصل الحديث في صحيح البخاري عن عائشة (ض) قالت: خرجت سودة بنت زمعة ليلا فرآها عمر فعرفها فقال: إنك والله يا سودة ما تخفين علينا، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له وهو في حجرتي يتعشى وإن في يده لعرق، فأنزل الله عليه فرفع عنه وهو يقول: قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن. (كتاب النكاح باب خروج النساء لحوائجهن برقم ٥٢٣٧، وأخرج جزءا منه مسلم في صحيحه كتاب السلام برقم ٢١٧٠).
(٤) أشار به المؤلف إلى الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن حميد بن هلال قال: قالت عائشة: بعث إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلا فأمسك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - =

<<  <   >  >>