للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البحث الأول

علمها بالقرآن الكريم

الكل يعرف أن القرآن الكريم قد تم نزوله في مدة ثلاث وعشرين سنة، وعائشة (ض) زفت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في التاسعة من عمرها، فيكون ذلك السنة الرابعة عشرة من نزول القرآن الكريم، أو من البعثة، وعلى هذا فإنها قد عاشت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - زهاء عشر سنوات، ونستوحي من ذلك أن أكثر من نصف القرآن الكريم يكون قد نزل قبل بلوغ عائشة (ض) سن الرشد. وبالرغم من هذا السن المبكر فلم يثبت أنها فوتت فرصة من فرص الاستفادة حتى أيام طفولتها - أيام اللهو واللعب - وتركتها تذهب سدى دون أن تغتنمها، وخاصة أنه لم يمر يوم إلا ويأتي فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بيت أبي بكر طرفي النهار بكرة وعشية (١).

وكان أبو بكر الصديق (ض) قد ابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن (٢)، وكانت عائشة (ض) تنتهز هذه الفرصة السانحة فتحفظ ما يقرع سمعها من آيات الكتاب الحكيم، وتعيها وتخزنها في ذاكرتها القوية التي وهبها الله تعالى إياها.

تقول (ض): ((لقد أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بمكة وإني لجارية ألعب {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: ٤٦])) (٣).


(١) تقول عائشة (ض): لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار بكرة وعشية (صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٩٠٦).
(٢) صحيح البخاري كتاب الصلاة برقم ٤٧٦.
(٣) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير برقم ٤٨٧٦ وكتاب فضائل القرآن برقم ٤٩٩٣.

<<  <   >  >>