فتنة، وأثناء هذه الفترة، اعتنق ابن سبأ اليهودي الإسلام.
[اعتناق عبد الله بن سبأ اليهودي الإسلام]
ومن عادة اليهود - أصحاب الدسائس والمكر والخداع - أنهم لو لم يتمكنوا من الانتقام من أعدائهم بإظهار العداوة، سرعان ما يتحولون ظاهرا إلى أصدقاء حميمين، وينسجون خيوط المؤامرات الخفية، مثل اليهود لما سقطوا في إفشال دعوة سيدنا عيسى (س) وإزاحة تأثيرها، فاعتنق أحد زعمائهم - بولس - النصرانية، وتستر بستارها، ومن ثم بدأ في استئصال جذور تعاليمها، والقضاء على حقيقتها.
فقام ابن سبأ يشيع بين الناس أن عليا (ض) هو خليفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووصيه، يعني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد أوصى بخلافته، وكان ابن سبأ يعتقد نفس هذه العقيدة تجاه هارون (س)، عندما كان يهوديا، فنادى في الناس: انهضوا بهذا الأمر فحركوه، وابدأوا بالطعن على أمرائكم، وادعوا الناس إلى هذا الأمر، فبث دعاته، وكاتب من كان في الأمصار، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، حتى تناولوا بذلك المدينة، وأوسعوا الأرض إذاعة، وبذل ابن سبأ أقصى ما في وسعه في نسج شبكات من المؤامرة والمكر على نطاق واسع استنادا إلى الإصلاح السياسي، وقام بجولة لكل من بلاد الكوفة والبصرة ومصر، حيث كانت هذه البلاد مشحونة بالسلاح والرجال، منذ أن أمر عمر بن الخطاب بتأسيسها، لتكون ثكنات عسكرية لجند المسلمين، ينطلقون منها لنشر الإسلام. وكان طبيعيا وجود بعض العناصر من محبي الثورة والانقلاب في القوات العسكرية، فاتخذ ابن سبأ مصر مقرا ومركزا لهؤلاء الثوار، وبدأ يجمع أولئك الشراذم المتفرقين في سلك واحد، وعلى رصيف واحد، فسموا هؤلاء فيما بعد بالسبئية.
هذا وكانت الحروب جارية مستمرة في مختلف مناطق أفريقية وبلاد الجزائر والروم زمن خلافة عثمان (ض)، ولهذا السبب كان معظم الجيوش