للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالرغم من هذه المكانة العالية والدرجة السامية التي كانت تحتلها عائشة (ض) في كل مجال من العلم والثقافة والفهم والإدراك وقدرة التحصيل والإحاطة والبديهة الواعية والذكاء المتوقد، رغم ذلك كله فإنها لم تكن مبرأة معصومة عن الأخطاء التي تعتري البشر، لا سيما في صغر السن، فكانت جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الداجن فتأكله (١). وذات مرة طحنت شيئا من شعير فجعلت له قرصا، فأقبلت شاة لجارها داجنة، فدخلت ثم عمدت إلى القرص، فأخذته ثم أدبرت به (٢).

كما أنها لم تكن معروفة بجودة الطهي، ولا تحسن الطبخ مثل غيرها من الأزواج المطهرات (٣). وكان بلال (ض) هو الذي يتولى مسؤولية الأمور المنزلية ونفقات أهل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي كان يوزع الغلة عليهن، ويستقرض إذا دعت الحاجة إلى الاستقراض لتغطية المصاريف (٤).

[عمر (ض) زاد في أعطيات أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في عهده]

ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - اتسعت رقعة الدولة المسلمة، وكانت الفتوحات،


= صحيحه ٢٧٨/ ١٤ برقم ٦٣٧٢، والإمام أحمد في مسنده ٢٤٤/ ٦ برقم ٢٦١١٩ و٦/
٢٣٧ برقم ٢٦٠٤٦.
(١) يراجع حديث الإفك في صحيح البخاري وصحيح مسلم.
(٢) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد ١/ ٥٥ برقم ١٢٠.
(٣) أخرج الإمام أبو داود في سننه عن عائشة قالت: ما رأيت صانعا طعاما مثل صفية، صنعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما فبعثت به ... الحديث كتاب البيوع برقم ٣٥٦٨، والنسائي في سننه كتاب عشرة النساء برقم ٣٩٥٧.
(٤) أخرج أبو داود في سننه عن عبد الله الهوزني قال: لقيت بلالا مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحلب، فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله، إلى أن توفي، وكان إذا أتاه الإنسان مسلما فرآه عاريا يأمرني فأنطلق فأستقرض فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه ... الحديث (أبو داود كتاب الخراج والإمارة والفيء برقم ٣٠٥٥، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ٢٦٢/ ١٤ برقم ٦٣٥١ وأورده الهيثمي في موارد الظمآن ٦٢٩/ ١ برقم ٢٥٣٧، والبيهقي في السنن الكبرى ٨١/ ٦ برقم ١١٢١٧ والطبراني في المعجم الأوسط ١٤٧/ ١ برقم ٤٦٦).

<<  <   >  >>