للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهما كارهان، فواثبه سهل بن حنيف والناس، وثار صهيب بن سنان وأبو أيوب بن زيد في عدة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيهم محمد بن مسلمة حين خافوا أن يقتل أسامة، فقال: اللهم نعم، فانفرجوا عن الرجل فانفرجوا عنه، وأخذ صهيب بيده حتى أخرجه، فأدخله منزله، وبلغ عليا الخبر الذي كان بالمدينة من ذلك، فبادر بالكتاب إلى عثمان يعجزه، ويقول: والله ما أكرها إلا كرها على فرقة، ولقد أكرها على جماعة وفضل، وقدم كعب فأرسلوا إلى عثمان أن اخرج عنا فاحتج عثمان بالكتاب، وقال: هذا أمر آخر غير ما كنا فيه، فجمع طلحة والزبير الرجال في ليلة مظلمة باردة ذات رياح وندى، ثم قصدا المسجد فوافقا صلاة العشاء، وكانوا يؤخرونها فأبطأ عثمان بن حنيف فقدما عبد الرحمن بن عتاب، فشهر الزط والسيابجة السلاح، ثم وضعوه فيهم، فأقبلوا عليهم فاقتتلوا في المسجد، وصبروا لهم، فأناموهم وهم أربعون، وأدخلوا الرجال على عثمان ليخرجوه إليهما، فلما وصل إليهما توطؤوه، وما بقيت في وجهه شعرة، ثم بعثت (ض): لا تحبسا عثمان ودعاه، ففعلا، فخرج عثمان، وقالت عائشة (ض): لا تقتلوا إلا من قاتلكم. ونادوا من لم يكن من قتلة عثمان (ض) فليكفف عنا، فإنا لا نريد إلا قتلة عثمان، ولا نبدأ أحدا، فأنشب حكيم القتال ولم يرع للمنادي.

[مكاتبة عائشة لأهل الكوفة]

وكتبت عائشة (ض) إلى أهل الكوفة مع رسولهم:

((أما بعد فإني أذكركم الله عز وجل والإسلام، أقيموا كتاب الله بإقامة ما فيه، اتقوا الله واعتصموا بحبله وكونوا مع كتابه، فإنا قدمنا البصرة فدعوناهم إلى إقامة كتاب الله بإقامة حدوده، فأجابنا الصالحون إلى ذلك، واستقبلنا من لا خير فيه بالسلاح، وقالوا: لنتبعنكم عثمان، ليزيدوا الحدود تعطيلا، فعاندوا فشهدوا عليا بالكفر وقالوا لنا المنكر، فقرأنا عليهم {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} [آل عمران: ٢٣])) فأذعن لي بعضهم واختلفوا بينهم فتركناهم وذلك، فلم يمنع ذلك من كان منهم على رأيه

<<  <   >  >>