للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بركعتين فقط، وهذه عائشة (ض) توضح لنا سبب الاقتصار على الركعتين فتقول: ((وصلاة الفجر لطول قراءتها)) (١) فاهتمت الشريعة بالخشوع والخضوع في صلاة الفجر بدرجة خاصة، وكثرة القيام والقعود قد تخل في هذا الخشوع فزيد في الكيفية بدل الكمية، وذلك في شكل طول القراءة.

[سبب صوم عاشوراء]

تقول عائشة (ض): ((إن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من شاء فليصمه ومن شاء أفطر)) (٢) كذا روي عن


(١) مسند الإمام أحمد بن حنبل ٦/ ٢٤١.
(٢) صحيح البخاري كتاب الصوم برقم ١٨٩٣، وصحيح مسلم كتاب الصيام برقم ١١٢٥، وسنن الترمذي كتاب الصوم برقم ٧٥٣، وسنن أبي داود كتاب الصوم برقم ٢٤٤٢، وموطأ الإمام مالك كتاب الصيام برقم ٦٦٥، وسنن الدارمي كتاب الصوم برقم ١٧٦٣.
هذا وقد اختلفت رواية ابن عباس (ض) عن رواية عائشة، ونص رواية: ((قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم،
فصامه وأمر بصيامه)) (صحيح البخاري كتاب الصوم برقم ٢٠٠٤). كما روي عن أبي موسى الأشعري (ض) (صحيح البخاري كتاب الصوم برقم ٢٠٠٥). أما حديث عائشة فقد رواه الإمام مالك في الموطأ، والبخاري ومسلم في صحيحيهما، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في سننهم، وأحمد في مسنده. وتوجد رواية عن ابن عمر مثل
رواية عائشة في سنن أبي داود (كتاب الصوم برقم ٢٤٤٣)، وسنن ابن ماجه (كتاب الصيام برقم ١٧٣٧). كذلك روى الطبراني في المعجم الكبير عن زيد (ض) مثل رواية عائشة (٥/ ١٣٨ برقم ٤٨٧٦). وروي في سنن أبي داود وابن ماجه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نخالف اليهود فإنهم يصومون العاشوراء ونحن نصوم اليوم التاسع)).
ورواية عائشة تترجح على رواية ابن عباس (ض) من ثلاثة وجوه:
١ - كثرة الروايات.
٢ - تأييد ابن عمر لرواية عائشة (ض).
٣ - اقتضاء القياس، يعني لو صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء اتباعا لليهود، فلم تكن هناك حاجة إلى مخالفتهم. =

<<  <   >  >>