للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العدل، فسموا حرورية، (وحروراء بفتح الحاء والمد قرية بالعراق).

جاءت امرأة إلى عائشة (ض) وقالت: أتقضي إحدانا صلاتها أيام محيضها؟ فقالت: ((أحرورية أنت)) (١)؟ فدل على أنها كانت تكره هذه الطائفة.

كتب معاوية (ض) إلى عائشة أم المؤمنين يستنصحها: اكتبي إلي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي، فكتبت عائشة (ض) إلى معاوية: ((سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام عليك)) (٢). إن هذه الكلمات الجامعة من عائشة (ض) هي بمثابة تعليق موجز منها على حياة معاوية (ض).

كان مروان قد استعمله معاوية على الحجاز، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا؛ فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي}، فقالت عائشة من وراء الحجاب: ((ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري)) (٣)، وهذا يوحي بأن عائشة (ض) لم تكن راضية بتولية يزيد بن معاوية.

[واقعة دفن الحسن بن علي ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]

توفي الحسن بن علي (ض) بالمدينة عام ٤٩هـ في إمارة معاوية (ض). وقد كان عهد إلى أخيه الحسين (ض) أن يدفن مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الموضع الخالي جنب قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن خاف أن يكون في ذلك قتال أو شر فليدفن بالبقيع، فأبى مروان أن يدعه، وكان معزولا يومئذ ويريد أن يرضي معاوية، ولم يزل عدوا لبني هاشم، فلبس الحسين السلاح ومعه بنو هاشم،


(١) صحيح البخاري كتاب الحيض برقم ٣٢١، وصحيح الإمام مسلم كتاب الحيض برقم ٣٣٥ واللفظ له.
(٢) أخرجه الإمام الترمذي في سننه كتاب الزهد برقم ٢٤١٤.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب تفسير القرآن برقم ٤٨٢٧.

<<  <   >  >>