لقد بدأ العلامة الندوي في تأليف هذا الكتاب وكان طالبا في دار العلوم لندوة العلماء لكنو، ومديرا لتحرير صحيفة ((الندوة))، وقصة تأليفه ترجع إلى عام ١٩٠٦ م حيث كتب العلامة الندوي إلى شيخه العلامة شبلي النعماني يطلعه على ما حدثته به نفسه، وخطر في باله من فكرة تأليف كتاب في سيرة عائشة (ض)، فشجعه الشيخ الجليل والمربي العظيم على التقدم في هذه الخطوة المباركة، وزوده ببعض المراجع والمصادر المتوفرة التي يمكن الاستفادة منها في تحقيق هذا الغرض العلمي الشريف، ثم فتح الله تعالى عليه، ونور له الطريق إلى البدء في هذا المشروع المبارك إلى أن نشر قطعة من هذا الكتاب في عام ١٩٠٨ م في صحيفة ((الندوة))، ثم تأجل هذا المشروع لفترة غير يسيرة، ثم استهل تأليفه من جديد في عام ١٩١٤ م، حتى بزغ إلى نهاية مطافه في عام ١٩١٧ م.
كما أن أميرة بوفال (سلطان جهان بيكم) عنيت بهذا الكتاب عناية كبيرة، وألحت على العلامة الندوي أن يسرع في إتمامه، فلبى العلامة الندوي نداءها، وأخرج هذا التراث العلمي الثمين، والكنز الحضاري القديم بأسلوب رشيق جذاب وبمنهج علمي رصين ومتين.
[أهمية هذا الكتاب]
كانت ذخائر المكتبات الأردية حافلة وغنية بالكتب التي تتحدث عن عباقرة الرجال، والشخصيات العظام، الذين لعبوا دورا بارزا وملموسا في التاريخ الإسلامي وسجلتهم كتب التاريخ والسير بأحرف من الذهب، وكانوا من عداد الأحياء حتى بعد وفاتهم، وذلك نظرا إلى مآثرهم الخالدة،