للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جار فارسي وكان طيب المرق فصنع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جاء يدعوه، فقال: وهذه - لعائشة -؟ فقال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا فعاد يدعوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وهذه؟ قال: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا، ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وهذه؟ قال: نعم في الثالثة، فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله (١).

[الصحبة في السفر]

كان من الصعب أن تصحب جميع أمهات المؤمنين النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر، كما أن ترجيح بعضهن على بعض أيضا يكون خلاف العدل الذي أمر به الله تعالى، ولذا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد السفر أقرع بين نسائه، فأيتهن يخرج سهمها خرج بها النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢). وعلى هذا نالت عائشة (ض) شرف صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدد من أسفاره، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أنها تشرفت بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق (٣)، ومن الأسفار كذلك السفر الذي حدث فيه قصة ركوب حفصة على بعير عائشة وركوب عائشة على بعير حفصة.


= وقطعت أو أمسكت وقطع ... الحديث ٦/ ٢١٧ برقم ٢٥٨٦٧، كما أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ٩٦٦/ ٣ برقم ١٦٨٢، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤٠٤/ ١.
(١) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الأشربة رقم ٢٠٣٧، والنسائي في سننه كتاب الطلاق برقم ٣٤٣٧.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الهبة برقم ٢٥٩٤، وكتاب الشهادات برقم ٢٦٦١، ٢٦٨٨، وكتاب الجهاد والسير برقم ٢٨٧٩، وكتاب النكاح ٥٢١١، صحيح مسلم كتاب التوبة برقم ٢٧٧٠.
(٣) غزوة بني المصطلق كانت في شعبان من السنة السادسة، وقيل: كانت في شعبان من السنة الخامسة، والأول أصح، وهو قول ابن إسحاق وغيره، غزا فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بني المصطلق من خزاعة، واستعمل على المدينة أبا ذر (ض)، وقيل: نميلة بن عبد الله الليثي، وكان شعار المسلمين يومئذ أمت أمت، كان من السبي جويرية بنت الحارث،
وقعت في سهم ثابت بن قص، فكاتبها، فأدى عنها النبز اوتزوجها، فصارت أم
المؤمنين، وكان في هذه الغزوة من الحوادث قصة الإفك (يراجع: تاريخ الطبري،
البداية والنهاية، زاد المعاد في هدي خير العباد).

<<  <   >  >>