للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((كذبت والله يا رسول الله، إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها ناشز تريد رفاعة .. الحديث)) (١).

[الدفاع عن حقوق المرأة]

وكانت أم المؤمنين (ض) زعيمة المدافعين عن المرأة وحقوقها، فكانت تنكر على كل من يتكلم بشيء ينال من كرامة المرأة أو يحط منزلتها، وعندما ذكر لها ما يقطع الصلاة من الكلب، والحمار، والمرأة قالت: ((إن المرأة إذا دابة سوء، بئس ما عدلتمونا بالحمار والكلب، ولقد رأيتني وأنا معترضة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتراض الجنازة وهو يصلي)) (٢) وفي رواية: ((فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فضممتهما إلي ثم يسجد)) (٣)، وفي هذا رد صريح على أولئك الفقهاء الذين يقولون بانتقاض الوضوء بمس المرأة، وقد ثار غضب أم المؤمنين (ض) عندما سمعت حديث أبي هريرة (ض) يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((إنما الطيرة في المرأة، والدابة، والدار)) فطارت شقة منها في السماء وشقة منها في الأرض وقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقول، ولكن كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنما كان أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك)) (٤).

وهناك بعض الجوانب الفقهية والفروع والجزئيات التي اختلفت فيها آراء العلماء إلا أن عائشة (ض) اختارت فيها الجانب الذي يكون أكثر سهولة ويسرا للنساء، لأنها كانت أدرى بمثل هذه الحاجات من الرجال، ثم تخبرهن على ما تختاره من الكتاب والسنة.

وبالتالي رجح الفقهاء آراءها في معظم الأحوال، وهي المعول عليها والمفتى بها في أغلب البلدان الإسلامية، ومن الأمثلة على ذلك:

١ - كان ابن عمرو (ض) يقول بوجوب نقض الضفائر للنساء عند


(١) صحيح البخاري كتاب اللباس باب الثياب الخضر برقم ٥٨٢٥.
(٢) مسند الطيالسي ١/ ٢٠٥ رقم ١٤٥٨.
(٣) سنن أبي داود باب من قال المرأة لا تقطع الصلاة برقم ٧١٢.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٥٠ برقم ٢٥٢٠٩.

<<  <   >  >>