للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قضت من كتابتها شيئا، فاشترتها وأعتقتها (١).

وذات مرة أصابها مرض، وبعض أولاد أخيها ذكروا شكواها لرجل من الزط يتطبب وأنه قال لهم: إنهم ليذكرون امرأة مسحورة سحرتها جارية في حجرها صبي، في حجر الجارية الآن صبي، قد بال في حجرها، فقال: ائتوني بها، فأتي بها، فقالت عائشة (ض): سحرتيني؟ قالت: نعم، قالت: لم؟ قالت: أردت أن أعتق، وكانت عائشة (ض) قد أعتقتها عن دبر منها، فقالت: إن لله علي أن لا تعتقي أبدا، انظروا شر البيوت ملكة فبيعوها منهم، ثم اشتروا بثمنها رقبة فأعتقوها (٢). فكأنها أرادت أن تعاقبها، لكن تأمل كيف كان العقاب؟.

[إعانة الفقراء وأصحاب الحاجة على قدر مراتبهم]

إن مساعدة الفقراء والمساكين ينبغي أن تكون حسب درجاتهم وعلى قدر منازلهم، فإذا جاء شخص مسكين من الدرجة المتدنية فيكفي أن تقضي حوائجه، ولكن لو جاء أحد أرفع منه درجة وأعظم مكانة فإنه يستحق الاحترام والتوقير أكثر من الأول، كانت عائشة (ض) تراعي هذا الترتيب دائما، فذات مرة جاءها سائل فأعطته كسرة من الخبز، فأخذها الفقير ومضى، ثم مر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته، فأكل، فقيل لها في ذلك: فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنزلوا الناس منازلهم)) (٣).


= كتاب العتق برقم ٢٥٤٣.
(١) صحيح البخاري كتاب العتق برقم ٢٥٦٣ و ٢٥٦٤ و٢٥٦٥ وصحيح مسلم كتاب العتق برقم ١٥٠٤، وسنن أبي داود كتاب العتق برقم ٣٩٢٩، موطأ الإمام مالك كتاب العتق برقم ١٥١٩.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢٤٤/ ٤ برقم ٧٥١٦ واللفظ له، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي في السنن الكبرى ١٣٧/ ٨،
والدارقطني في سننه ٤/ ١٤٠ برقم ٥٣، وأحمد في مسنده ٦/ ٤٠ برقم ٢٤١٧٢، والبخاري في الأدب المفرد ٦٨/ ١ برقم ١٦٢.
(٣) سنن أبي داود كتاب الأدب برقم ٤٨٤٢ باب تنزيل الناس منازلهم.

<<  <   >  >>