للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن عائشة (ض)، فيوجد انقطاع بين شيخ ابن إسحاق، وعائشة (ض)، وعلى هذا فلا يحتج بهذه الرواية.

[الصحابة عدول]

مذهب أهل السنة والجماعة أن الصحابة كلهم عدول مطلقا لظواهر الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به بالشهادة لهم بذلك، إلى أن يثبت عن أحد منهم شيء ينافي العدالة.

كان أهل مصر، والعراق، والشام يتلاعنون فيما بينهم، وكل فريق يطعن على الفريق الآخر من الصحابة، كما يسب بعضهم بعضا في الحروب الأهلية التي صارت بعد استشهاد عثمان (ض) وكان فيها علي ومعاوية (ض)، فلما سمعت عائشة (ض) بذلك قالت: إن هذا الأمر - تقصد التلاعن والسب والشتم - مناقض لما أمر الله تعالى به في صحابة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واستدلت على ذلك بآية قرآنية وقالت: ((يا ابن أختي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم)) (١) واستنبطت ذلك بما ذكره الله تعالى في مدح المهاجرين والأنصار: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ١٠].

[الترتيب في أمر الخلافة]

روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة (ض) قالت: ((قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر)) (٢) وعن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وقد سئلت من كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: ((أبو بكر، فقيل لها: ثم من بعد


(١) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب التفسير برقم ٣٠٢٢.
(٢) صحيح مسلم فضائل أبي بكر برقم ٢٣٨٧، وبمعناه رواه البخاري في صحيحه كتاب المرض برقم ٥٦٦٦.

<<  <   >  >>