كما أن الإسلام دين اليسر والسهولة غاية في السماحة، فكذلك عقائده التي ينبني عليها صرح هذا الدين وقاعدته كذلك كانت صافية نقية سمحة منسجمة مع طبيعة البشر بكل معانيها، لكن التعايش مع الديانات الأخرى والاختلاط مع الثقافات والحضارات المختلفة، وكذلك المجادلات الكلامية والمناقشات العقلية التي لا طائل من ورائها - كل ذلك ساعد على ظهور شتى الآراء ومختلف الأفكار والنظريات تجاه هذه العقيدة، وذلك بعد انقراض عصر الصحابة، وإذا أمعنا النظر في العصر النبوي نجد أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كان هو الحل الوحيد الفصل القاطع والحاسم لكل مشكلة يواجهها أحد في أمر دينه.
إذا كان هناك أحد اعتراه شك أو وقع في شبهة نحو قضية ما فإنه سرعان ما يراجع النبي - صلى الله عليه وسلم - ويروي غليله من عنده، ولما انقرض العصر النبوي المبارك السعيد كان الصحابة هم المرجع الأساسي في كل ما يواجهه المسلمون من الوقائع والمستجدات والمستحدثات، فإن وجدوا لها حلا في آية صريحة أو حديث فبها ونعمت، وإلا فكانوا يلجؤون إلى الاجتهاد والقياس في ضوء الكتاب والسنة.
وفي الأسطر الآتية نتناول ما ثبت عن أم المؤمنين عائشة (ض) من المرويات في باب العقيدة والتوحيد.
[إثبات اليد ونحوها لله سبحانه وتعالى]
لقد كثر الجدل والنقاش والنزاع حول هذه المسألة العقدية في القرن