قلت: يا رسول الله إن أفلح أخا أبي القعيس جاءني يستأذن علي، فكرهت أن آذن له حتى أستأذنك، قالت: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ائذني له فإنه عمك (١) وقد تبين من هذا الحديث أنها كانت تبحث حتى عن المصالح العقلية في الأحكام.
وفيما يأتي نتناول تلك المسائل التي كشفت عائشة (ض) النقاب عن مصالحها وحكمها وأسرارها في الأحاديث، وبالرغم من أننا استوعبنا في ذكر هذه المسائل كل كتب الأحاديث وقمنا باستقصائها وتتبعها، لكن الكمال لله سبحانه وتعالى، ولذا فالتقصير وارد، ويمكن أن تكون هناك مسائل فاتتنا، ولم نطلع عليها.
[الترتيب في نزول القرآن الكريم]
ينقسم القرآن الكريم من حيث أماكن النزول إلى قسمين:
١ - المكي: وهو ما نزل قبل الهجرة.
٢ - والمدني: وهو ما نزل بعد الهجرة.
وكلا الصنفين يختلف بعضهما عن بعض في الخصائص المعنوية، وهذه الخصائص وإن لم تظهر لعامة الناس إلا أن الذين لهم براعة في معرفة اللغة العربية، واطلاع على مميزاتها ودقائق معانيها وأساليبها، فإنهم يقدرون على التمييز بين هذين الصنفين بمجرد سماع آيات السور، وأهم مميزات السور المكية، والمدنية كالتالي:
السور المكية ................................................................... السور المدنية
١ - تكون غنية بالمشاعر والعواطف ........................................... ١ - تكون في غاية من العمق والقوة والرسوخ.
٢ - تستخدم فيها كلمات فخمة في قمة البلاغة والفصاحة .................... ٢ - تتميز بكلمات أصولية وتعبيرات وأساليب تشريعية.
(١) صحيح مسلم كتاب الرضاع برقم ١٤٤٥، وصحيح البخاري كتاب تفسير القرآن برقم ٤٧٩٦، وكتاب النكاح برقم ٥٢٣٩، وكتاب الأدب برقم ٦١٥٦، وسنن النسائي كتاب النكاح برقم ٣٣١٨.