للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عروة قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة (ض) فقالت: لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وذات مرة ذكر رجل عند عائشة فلعنته أو سبته، فقيل لها: إنه قد مات، فقالت: أستغفر الله له، فقيل لها: يا أم المؤمنين لعنته ثم استغفرت له؟ فقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تذكروا موتاكم إلا بالخير)) (٢).

[التورع من قبول الهدايا]

قلما كانت تقبل هدايا الآخرين، وإن قبلتها فتكافئ عليها في أقرب وقت، وقد قدم درج إلى عمر (ض) من العراق وفيه جوهر، فقال لأصحابه: تدرون ما ثمنه؟ قالوا: لا، ولم يدروا كيف يقسمونه، فقال: تأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها؟ فقالوا: نعم، فبعث به إليها، ففتحته فقالت: ماذا فتح علي ابن الخطاب بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ اللهم لا تبقي لعطيته لقابل (٣).

تقول عائشة بنت طلحة: كان الناس يأتونها من كل مصر، فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها، وكان الشباب يتآخوني فيهدون إلي ويكتبون إلي من الأمصار، فأقول لعائشة: يا خالة هذا كتاب فلان وهديته، فتقول لي عائشة: أي بنية فأجيبيه وأثيبيه، فإن لم يكن عندك ثوب أعطيتك، فقالت. فتعطيني (٤). وقد بعث إليها عبد الله بن عامر بنفقة وكسوة فقالت للرسول: أي بني لا أقبل من أحد شيئا، فلما خرج قالت: ردوه علي، فردوه، قالت: إني ذكرت


= وصحيح الإمام مسلم كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٨٨. (١) صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٥٣١.
(٢) مسند الطيالسي ٢٠٩/ ١ برقم ١٤٩٤.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٩/ ٤ برقم ٦٧٢٥، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا صح سماع ذكوان أبي عمرو، ولم يخرجاه، كما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٩٠/ ٢، وقال: هذا مرسل، والإمام أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢/ ٨٧٥ برقم ١٦٤٢.
(٤) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد ٣٨٢/ ١ برقم ١١١٨، ونقله عنه العلامة شمس الحق العظيم آبادي في عون المعبود شرح سننن أيي داود ٢٦٨/ ١٠.

<<  <   >  >>