للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على سائر الطعام)) (١). وهذا الحديث خير دليل على الباعث الحقيقي والسبب الواقعي الذي من أجله كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب عائشة (ض) ويكرمها، ويرفع من مكانتها، هل كان ذلك من أجل الحسن والجمال الظاهري، أو بسبب الفضل والكمال الباطني، والتي تلي عائشة (ض) في الكمالات الداخلية والفضائل والمناقب هي أم سلمة (ض)، ولهذا فإنها كانت محبوبة لدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - رغم كبر سنها، وها هي خديجة (ض) قد توفيت وهي بنت ستين سنة، لكنها شغلت قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاتها، فلم يزل يذكرها، وهو شديد الكلف بها والتطلع إليها، حتى أثار ذلك غيرة عائشة (ض) (٢)، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - على حلمه -ربما يغضب أحيانا من ثورتها على ذكرى خديجة (٣).

[الزوج الحبيب - صلى الله عليه وسلم -]

لم تكن عائشة (ض) ممن تحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فحسب، وإنما كانت تعشقه وتعجب به إلى أقصى درجة، لقد كانت تحبه حب المسلمة لنبيها وحب الزوجة لزوجها، والمرأة لرجلها، معجبة بجماله، كما كانت معجبة بأدبه وعظمة قدره، بحيث لو ادعى أحد غيرها مثل حبها له كانت تأسى عليه.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبباء برقم ٣٤١١، ٣٤٣٤، وكتاب المناقب برقم ٣٧٦٩، وكتاب الأطعمة برقم ٥٤١٨، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٣١، والترمذي في سننه كتاب الأطعمة برقم ١٨٣٤، وابن ماجه في سننه كتاب الأطعمة برقم ٣٢٨٠.
(٢) أخرج مسلم في صحيحه عن عائشة (ض) قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين، لما كنت أسمعه يذكرها ... الحديث كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٣٥، والبخاري في صحيحه كتاب المناقب ٣٨١٦، ٣٨١٧، ٣٨١٨، والترمذي في سننه كتاب البر والصلة برقم ٢٠١٧ و٣٨٧٥، و٣٨٧٦، وابن ماجه في سننه كتاب النكاح برقم ١٩٩٧.
(٣) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٣٥ وفيه قول عائشة (ض): فأغضبته يوما، فقلت: خديجة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني قد رزقت حبها. وأخرجه ابن حبان في صحيحه ١٥/ ٤٦٧ برقم ٧٠٠٦، وأورده السيوطي في الجامع الصغير ١٤٧/ ١ برقم ٢١٩ ط: جدة، المملكة العربية السعودية.

<<  <   >  >>