للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة (ض) نفسها، وإن أهل السنة والجماعة لم يعرفوا ذلك إلا عن طريق عائشة (١).

[عائشة (ض) ترشد المستفتين إلى علي (ض)]

وقد حدث مرات أن المستفتي جاء عائشة (ض) يستفتيها في مسألة من أمور الدين فأرشدته أن يذهب إلى علي (ض) (٢)، كما أنها كانت تقريه لما يقدم من السفر (٣)، ولما قتل علي (ض) شهيدا بيد الخوارج في الكوفة، حكى لها الناس قصته، فجاء عبد الله بن شداد فسألته: يا عبد الله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي، فقال: وما لي لا أصدقك، قالت: فحدثني عن قصتهم، فحكى لها عبد الله كل التفاصيل، من مصالحة معاوية وعلي وتحكيمه، ثم مخالفة الخوارج، وإفهام علي لهم، وعدم إطاعتهم لعلي وكل الموضوعات التي صارت، فلما سمعت عائشة (ض) كل ذلك قالت: أجل صدق الله ورسوله، يرحم الله عليا (ض)، إنه


= وأخرجه ابحاكم في المستدرك ٣/ ١٧١ برقم ٤٧٤٤ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (١) وذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه قالت عائشة (ض): خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي، فأدخله ثم جاء الحسن فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)). (أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٢٤).
(٢) مثاله ما أخرجه الإمام أحمد عن شريح بن هانئ قال: سألت عائشة (ض) عن المسح على الخفين، فقالت: ((سل عليا، فإنه أعلم بهذا مني)).
انظر: مسند الإمام أحمد ٩٦/ ١ برقم ٧٤٨ وكذلك ١٥٥/ ٦ برقم ٢٥٢٥٩.
(٣) أخرج الإمام أحمد عن يزيد بن أبي يزيد الأنصاري عن امرأته أنها سألت عائشة عن لحوم الأضاحي، فقالت عائشة: قدم عليا علي من سفر فقدمنا إليه منه فقال: لا آكله حتى أسأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فسأله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلوه من ذي الحجة إلى ذي الحجة)) ١٥٥/ ٦ برقم ٢٥٢٥٩.

<<  <   >  >>