للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدافة التي دفت، فكلوا وادخروا وتصدقوا)) (١).

وروي مثل هذا عن سلمة بن الأكوع ونصه: ((من ضحى منكم فلا يصحبن في بيته بعد ثالثة شيئا، فلما كان في العام المقبل قالوا: يا رسول الله نفعل كما فعلنا عام أول؟ فقال: لا، إن ذاك عام كان الناس فيه بجهد، فأردت أن يفشو بينهم)) (٢).

[الحطيم وبناء الكعبة المشرفة]

يوجد مكان صغير في الجانب الشمالي من جدار الكعبة يلي الميزاب يسمى الحطيم، وهو من البيت، فلا بد أن يدخل في الطواف، ويطاف بالبيت من وراء الحطيم، فلو دخل فيها أحد في طوافه لم يجزئه، لأنه من البيت، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أنه ما دام هذا المكان ليس داخلا في الكعبة فلماذا يطاف من ورائه؟ ويمكن أن بعض الصحابة استشكلوا هذا الأمر، وعرضوه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا أن ذخائر الحديث الشريف المتوافرة لدينا خالية عن اسم الذي استفسر عن هذه المسألة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير عائشة (ض) تقول (ض): ((سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجدار أمن البيت هو؟ قال: نعم، قلت: فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة، قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ....)) (٣).

يقول ابن عمر (ض): لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر، إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم)) (٤).


(١) صحيح الإمام مسلم كتاب الأضاحي برقم ١٩٧.
(٢) صحيح الإمام مسلم كتاب الأضاحي برقم ١٩٧٤.
(٣) صحيح الإمام مسلم كتاب الحح باب جدار الكعبة وبابها برقم ١٣٣٣، وصحيح البخاري كتاب الحج برقم ١٥٨٤، وكتاب التمني ٧٢٤٣، وسنن ابن ماجه كتاب المناسك برقم ٢٩٥٥.
(٤) صحيح الإمام مسلم كتاب الحج برقم ١٣٣٣.

<<  <   >  >>