للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

براءتها من التهمة)) (١).

[ثانيا - مشروعية التيمم]

خرجت عائشة (ض) مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى أسفاره، وكان في عنقها نفس العقد الذي كان في غزوة بني المصطلق، فلما قفل المسلمون ووصلوا إلى ذات الحبيش انسل العقد من عنقها وذلك من السحر (٢)، فحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لالتماسه.

تقول عائشة (ض) وهي تحكي لنا القصة بتمامها: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الحبيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس، وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر الصديق، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي ولا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمتوا (٣).

إن من خصائص الشريعة الإسلامية وميزات أحكامها أن الله سبحانه وتعالى قد أنزلها في أوقات مناسبة وحسب الحاجات الإنسانية والمصالح البشرية، فالوضوء كان فرضا للصلاة، لكن واجه المسلمون مشكلات في عشرات المواضع حيث لم يتوفر فيها الماء، وهذا المكان كان من تلك المواضع التي لم يجد فيها المسلمون الماء، فأنزل الله تعالى حكم التيمم نظرا لحاجتهم


The Life of Mohammad (S.A.W) by, Sir Wiliam Meour. (١)
(٢) مسند الإمام أحمد ٦/ ٢٧٢ رقم ٢٦٣٨٤.
(٣) صحيح البخاري كتاب التيمم برقم ٣٣٤ وكتاب المناقب برقم ٣٦٧ وكتاب التفسير رقم ٤٦٠٧، وصحيح مسلم كتاب الحيض باب التيمم برقم ٣٦٧.

<<  <   >  >>