(٢) وهو الحديث الذي ذكر فيه رضاعة سالم: عن عائشة (ض) قالت: ((جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم، وهو حليفه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرضعيه، قالت: وكيف أرضعه وهو رجل كبير؟ فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: وقد علمت أنه رجل كبير)) (صحيح الإمام مسلم كتاب الرضاع برقم ١٤٥٣). وقد أخرجه الإمام أبو داود بتفصيل أكثر وفيه سبب احتجاج عائشة بهذا الحديث، ونصه: جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ... فقالت: يا رسول الله إنا كنا نرى سالما ولدا وكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد، ويراني فضلا (أي متبذلة في ثوب واحد من ثياب محضتي) وقد أنزل الله عز وجل فيهم ما قد علمت، فكيف ترى فيه؟ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرضعيه، فأرضعته خمس رضعات، فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة، فبذلك كانت عائشة (ض) تأمر بنات أخواتها وبتات إخوتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيرا، خمس رضعات ثم يدخل عليها)) ... (سنن أبي داود كتاب النكاح برقم ٢٠٦١، وانظر كذلك مسند الإمام أحمد ٢٧٢/ ٦). (٣) هذه المسألة قد تفردت بها عائشة (ض) من بين سائر الأزواج المطهرات، قال الإمام أبو داود في الحديث السابق برقم ٢٠٦١: وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن لعائشة: والله ما ندري لعلها كانت رخصة من النبي - صلى الله عليه وسلم - لسالم دون الناس. (وسوف نتناول هذا الموضع بشيء من التفصيل لاحقا في مبحث المسائل الفقهية الخلافية). (٤) ورد في صحيح البخاري: كنت آتي عائشة أنا وعبيد بن عمير وهي مجاورة في جوف ثبير ... (كتاب الحج برقم ١٦١٨).