للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: عنك، وأبت)) (١).

وإذا أرادت الطواف في النهار يخلى المطاف من الرجال (٢)، وفي رواية أنها كانت تخمر وجهها بالجلباب أثناء الطواف، ودخل عليها مكاتب لها ببقية مكاتبته فقالت له: ما أنت بداخل مرتك هذه فعليك الجهاد في سبيل الله (٣).

كذلك من ورعها وشدتها في أمر الحجاب أنها كانت احتجبت من إسحاق التابعي وكان ضريرا، فقال لها: أتحتجبين مني ولست أراك! قالت: إن لم تكن تراني فإني أراك (٤).

لم تفرض الشريعة الإسلامية الاحتجاب من الأموات لكن عائشة (ض) من شدة ورعها، واهتمامها بالحجاب، والأخذ بالحيطة الكاملة لم تكن تدخل بيتها بعد دفن عمر (ض) إلا مشدودة عليها ثيابها.

تقول (ض): ((كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي (ض) واضعة ثوبي، وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر (ض) والله ما دخلت إلا مشدودة علي ثيابي، حياء من عمر (ض)) (٥).

...


(١) صحيح البخاري كتاب الحج برقم ١٦١٨.
(٢) نفس المصدر، وكذلك: مسند الإمام أحمد ١١٧/ ٦ برقم ٢٤٩٠٥. عن كريمة بنت همام قالت: دخلت المسجد الحرام فأخلوه لعائشة.
(٣) مسند الإمام أحمد بن حنبل ٨٥/ ٦ برقم ٢٤٥٩٢، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٢٧٥ وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد ثقات.
(٤) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٦٩/ ٨.
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٨/ ٤ برقم ٦٧٢١ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

<<  <   >  >>