للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: ((فمات في اليوم الذي كان يدور علي أي بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري)) (١).

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: ((اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) (٢) (يعني به حب عائشة).

[سبب حبه - صلى الله عليه وسلم - لعائشة]

ويظن عامة الناس أن لحب النبي - صلى الله عليه وسلم - لعائشة (ض) كان لحسنها وجمالها وهذا مرفوض إطلاقا، لأن غيرها من الأزواج المطهرات أمثال زينب وجويرية وصفية رضي الله عنهن، أيضا كن ذوات حسن وجمال، وكتب الأحاديث والآثار والسير والتاريخ غنية بذكر محاسنهن وجمالهن، ولكن لا يوجد فيها شيء عن حسن عائشة (ض) وجمالها، إلا ما ذكر في موضع أو موضعين، ويستثنى من ذلك ما قاله عمر (ض) لحفصة (ض): ((لا يغرنك هذاه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها)) (٣) فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك تبسم، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن عائشة (ض) قد احتلت في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - منزلة في المحبة لم يصل إليها غيرها من أمهات المؤمنين.

غير أن الأصل في هذا الباب هو ما روته عائشة (ض) نفسها (٤)، ورواه أبو هريرة (ض) كما في صحيح مسلم وسنن أبي داود أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي برقم ٤٤٥٠.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه كتاب النكاح برقم ١١٤٠، وأبو داود في سننه كتاب النكاح برقم ٢١٣٤، وابن ماجه في سننه كتاب النكاح برقم ١٩٧١، والنسائي في سننه كتاب عشرة النساء برقم ٣٩٤٣، والدارمي في سننه كتاب النكاح برقم ٢٢٠٧.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح برقم ٥٢١٨، ومسلم في صحيحه كتاب الطلاق برقم ١٤٧٩، والترمذي في سننه كتاب تفسير القرآن برقم ٣٣١٨.
(٤) رواية عائشة (ض) أخرجها الإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٥٢ برقم ٢٥٢٣٢، وفيه: ((تزوج المرأة لثلاث، لمالها وجمالها ودينها، فعليك بذات الدين تربت يداك)).

<<  <   >  >>