للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أحب أهلي إلي))، فقالت النساء: ذهبت بها ابنة أبي قحافة، لكن حب النبي - صلى الله عليه وسلم - الزكي الطاهر الخالص لم يظهر قط في لمعان الزينة الظاهرية وروعة المجوهرات الغالية، فدعا أمامة بنت زينب فعلقها في عنقها (١).

وهذا عمرو بن العاص (ض) قد بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على جيش ذات السلاسل، فلما أتى سأل: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ فقال: أبوها (٢).

دخل مرة عمر (ض) على حفصة فقال: ((يا بنية لا يغرنك هذه التي أعجبها حسنها حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها، يريد عائشة)) (٣). ومرة شرد بها الجمل أثناء الطريق، فقلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((واعروساه)) (٤).

ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها فقالت: وارأساه! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أنا وارأساه))، ومنذ ذلك الحين بدأ مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه (٥).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يتفقد في مرض موته - وفي رواية ((ليتعذر)) - أين أنا اليوم، أين أنا غدا، استبطاء ليوم عائشة (ض) (٦)، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٦/ ١٠١ برقم ٢٤٧٤٨ و٦/ ٢٦١ برقم ٢٦٢٩٢.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب المناقب برقم ٣٦٦٢ وكتاب المغازي برقم ٤٣٥٨، ومسلم كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٣٨٤، والترمذي في سننه كتاب المناقب رقم ٣٨٨٥.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب حب الرجل بعض نسائه برقم ٥٢١٨، ومسلم في صحيحه كتاب الطلاق برقم ١٤٧٩، والترمذي كتاب تفسير القرآن برقم ٣٣١٨.
(٤) أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عائشة (ض) قالت: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كنا بالحرة، انصرفنا وأنا على جمل، وكان آخر العهد منهم، وأنا أسمع صوت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين ظهري ذلك السمر، وهو يقول: واعروساه ... الحديث، ٢٤٨/ ٦ برقم ٢٦١٥٥.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المرضى برقم ٥٦٦٦، وابن حبان في صحيحه باب مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ١٤/ ٥٥١ برقم ٦٥٨٦، والدارمي في سننه باب وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -
برقم ٨٠.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز برقم ١٣٨٩، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٤٣.

<<  <   >  >>