للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومرة سئلت عن الركعتين بعد العصر فقالت: ((سل أم سلمة)) (١)، كما سئلت عن لبس الحرير فقالت: ((سل عبد الله بن عمر) ((٢).

[٣ - الإرشاد]

إن أي دين أو مذهب لما يطرأ على أهله الجمود وتتوقف عجلة الحركة الدموية فيه بعد مرور فترة زمنية عليه فإنه يكون في حاجة إلى من ينهض ويقوم بتجديده وإحيائه مرة أخرى، أما إذا كان العهد قريبا ولم يمض عليه وقت طويل فإنه يحتاج إلى من يقوم بواجب الإرشاد والتوعية، ويبذل قصارى مجهوداته في استعادة ما ضاع من أحكامه وتعاليمه، ولا يتركه حتى تختفي معالمه من بين أعين الناس ويتناساه الناس، وهذا ما يسمى بالإرشاد والتوعية.

وإن جهود أم المؤمنين عائشة (ض) نحو القيام بأداء هذه الفريضة ليست بأقل من جهود الصحابة الآخرين، فإنها سواء كانت في حجرتها الشريفة، أو بين أظهر الناس أو في مواسم الحج، لم تنس هذه الفريضة ولم تغفل عنها في أي لحظة وفي أي مكان.

كانت رضي الله عنها تحزن وتقلق من كل ما كان يحدث في زمن خلافة عثمان (ض) وما يحاك فيه من شبكات المؤامرات والمعاندات والتي كانت تنقض عرى الإسلام عروة عروة، ومشاركتها في معركة الجمل لم تكن إلا نتيجة ذلك.

ولما أكثر الناس في عثمان (ض) وسخطوا منه من أجل الفتنة التي أثارها العجم وأهل مصر حتى بدأ البعض منهم يلعنه ويسبه ويشتمه، فأرسل


= الكبرى ٢٧٢/ ١ برقم ١٢٠٧، وشرح معاني الآثار للطحاوي ١/ ٨١ وفيه ((فهو أعلم بذلك مني))، ومسند الإمام أحمد ٩٦/ ١ برقم ٧٤٨ و ١٤٦/ ١ برقم ١٢٤٤ و ١٤٩/ ١ برقم ١٢٧٦.
(١) صحيح البخاري كتاب الجمعة باب إذا كلم وهو يصلي فأشار بيده واستمع برقم ١٢٣٣.
(٢) أخرجه النسائي في سننه باب التشديد في لبس الحرير برقم ٥٣٠٦.

<<  <   >  >>