للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخارق بن ثمامة - وكان من سادات البصرة - أخته أم كلثوم بنت ثمامة إلى عائشة (ض) وقال: ((ادخلي على عائشة وسليها عن عثمان بن عفان فإن الناس قد اكثروا فيه عندنا، قالت: فدخلت عليها فقلت: بعض بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، قالت: أما أنا فأشهد على أني رأيت عثمان في هذا البيت في ليلة قائظة ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - وجبريل يوحي إليه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يضرب كف أو كتف ابن عفان بيده، اكتب عثم، فما كان الله ينزل تلك المنزلة من نبيه - صلى الله عليه وسلم - إلا رجلا عليه كريما، فمن سب ابن عفان فعليه لعنة الله)) (١). وقد روى القصة الإمام أحمد بن حنبل في مسنده باختلاف يسير في الألفاظ وفيه: ((قالت: لعن الله من لعنه، لا أحسبها إلا قالت ثلاث مرات، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مسند فخذه إلى عثمان وإني لأمسح العرق عن جبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإن الوحي ينزل عليه، ولقد زوجه ابنتيه إحداهما على إثر الأخرى وإنه ليقول اكتب عثمان، قالت: ما كان الله لينزل عبدا من نبيه تلك المنزلة إلا عبدا عليه كريما)) (٢).

وكان أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بينه وبين أناس خصومة، فذكر لعائشة (ض) فقالت: يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)) (٣).

وكان العرف في المدينة المنورة أنه إذا ولد الصبيان يؤتى بهم إلى عائشة (ض) تبركا فتدعو لهم بالبركة، فأتيت بصبي فذهبت تضع وسادته فإذا تحت رأسه موسى، فسألتهم عن الموسى فقالوا: نجعلها من الجن، فأخذت الموس فرمت بها ونهتهم عنها وقالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الطيرة ويبغضها (٤).


(١) الأدب المفرد ٢٨٨/ ١، باب من دعا صاحبه فيختصر وينقص من اسمه شيئا برقم ٨٢٨، والطبراني في الأوسط ١١٧/ ٤ رقم ٣٧٥٨، باختلاف يسير.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٢٦١/ ٦ رقم ٢٦٢٩٠.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه باب إثم من ظلم شيئا من الأرض رقم ٢٤٥٢، ٢٤٥٣، وكتاب بدء الخلق ٣١٩٥، ومسلم في صحيحه كتاب المساقاة برقم ١٦١٢.
(٤) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ٣١٤/ ١ رقم ٩١٢.

<<  <   >  >>