عائشة (ض) من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، (وقد شاركت أختها حمنة المتآمرين في هذه القضية) فسألها الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أمر عائشة فقال: يا زينب ما علمت ما رأيت؟ فقالت:((يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيرا)).
ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على أهلي إلا معي، فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه - وكانت العداوة بين الأوس والخزرج مستمرة من زمن بعيد، فلما أشرق فجر الإسلام قضى على هذه الفتنة، ولكن رماد هذه النار لم يخمد كليا، فكلما هبت ريح ولو خفيفة توقد هذه النار وتشتعل أشعتها وتحيط بهاتين القبيلتين - فلما سمع ذلك سعد بن عبادة (رئيس الخزرج) ساءه ذلك، ورأى أن ما قاله سعد بن معاذ هو تدخل منه في غير قبيلته من غير حق. فقام وقال: كذبت لعمر الله لا تقتله، ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن حضير - وهو ابن عم سعد بن معاذ - فقال: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت)).
ثم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة (ض)، وهي كانت مضطجعة على فراش المرض وأبواها جالسان عندها، لا يرقأ لها دمع، إذ جلس عندها ثم قال: يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته، تقول (ض): قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، وقلت لأبي: أجب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال: فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت عائشة: وأنا