للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: ١١ - ١٩] وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النور: ٢٣ - ٢٤].

فقالت لها أمها: قومي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت عائشة: ((والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله)).

ثم نفذ الحد في أولئك الثلاثة الذين شاركوا في هذه المؤامرة، فجلدوا ثمانين جلدة (١).

هذا وقد أنشد حسان بن ثابت (ض) شعرا يمدح فيه عائشة، ذكره ابن إسحاق في سيرته (٢)، وروى البخاري عن مسروق قال: دخلنا على عائشة (ض)


(١) حديث الإفك أخرجه بالتفصيل الإمام البخاري في صحيحه كتاب الشهادات برقم ٢٦٦١ وكتاب المغازي برقم ٤١٤١ وكتاب تفسير القرآن برقم ٤٧٥٠، ومسلم في صحيحه كتاب التوبة برقم ٢٧٧٠، أما الإضافات والزيادات التي زيدت خلال الرواية وأثناء سرد القصة فهي مستقاة من كتب الأحاديث الأخرى، وكذلك كتب السيرة والتراجم والتاريخ، وقد اعتمدت في نقل هذه الواقعة على فتح الباري تفسير سورة النور، واتبعت أثر الحافظ ابن حجر العسقلاني في تطبيق الروايات، والاختلافات
الموجودة فيها، وكذلك في ترتيب الوقائع وتصحيح المطالب.
(٢) وفيها:
عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها ... وطهرها من كل سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وكيف وودي ما حييت ونصرتي ... لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس كلهم ... تقاصر عنه سورة المتطاول

<<  <   >  >>