وتواسيهم، ومن المعروف تاريخيا أن كبار الصحابة وأصحاب الإفتاء والمشورة كانوا على قيد الحياة في عهدي الصديق والفاروق (ض) وكذلك في بداية عهد عثمان، فكان الخلفاء يستشيرونهم في مهمات الأمور ومعضلات القضايا، وهم كانوا حائزين على مناصب جليلة رفيعة المستوى حسب مواهبهم ومؤهلاتهم التي أكرمهم الله تعالى بها، وميزهم على غيرهم، وكان نظام الحكومة والترتيبات المتعلقة بالسلطة التي أقامها الشيخان غاية في العدل والإنصاف، لا يشوبها شيء من الحيف أو الظلم، ولذا ضمن لهم ذلك النظام استقرار البلاد أمنا وسكونا فلم تشهد أي توتر أو اضطراب أو خلل في الأمن، ولم يجد كبار الصحابة أي سبب لتقديم الشكاوى على إساءة التنظيم أو خلل في الأمن.
أما الشباب أمثال عبد الله بن الزبير، ومحمد بن أبي بكر، ومروان بن الحكم، ومحمد بن أبي حذيفة، وسعيد بن العاص (ض)، فكلهم كانوا يهابون الخليفة، ويقدرون للخلافة قدرها، ويعتبرونها فوق مصالحهم.