للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((البث قليلا يدرك الهيجا جمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل)) (١)

وكانت نساء الأنصار يغنين في أعراسهن:

((وأهدى لها أكبشا ... تبجج في المربد

وزوجك في النادي ... ويعلم ما في غد)) (٢)

ولما هجا المشركون المسلمين رد عليهم المسلمون ردا عنيفا، وهذه عائشة (ض) تروي لنا هذا الرد، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل، فأرسل إلى ابن رواحة، فقال: اهجهم،

فهجاهم، فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك نسبي فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين)).

وقال:

((وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنب مخزوم ووالدك العبد))

تقول عائشة (ض): ((سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هجاهم حسان فشفى واشتفى، قال حسان:

((هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمدا برا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه ٥/ ٤٩٨ برقم ٧٠٢٨، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١٣٧/ ٦، وابن أبي شيبة في المصنف ٣٧٣/ ٧ برقم ٣٦٧٩٦.
(٢) المعجم الصغير للطبراني ٢١٤/ ١برقم ٣٤٣، والمعجم الأوسط ٣٦٠/ ٣ برقم ٣٤٠١، والبيهقي في السنن الكبرى ٢٨٩/ ٧ برقم ١٤٤٦٦.

<<  <   >  >>