للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقلون في الفتيا: والباقون منهم مقلون في الفتيا، لا يروى عن الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والزيادة اليسيرة على ذلك .... وهم أبو الدرداء، وأبو اليسر، وأبو سلمة المخزومي، وأبو عبيدة بن الجراح، والحسن، والحسين ابنا علي، والنعمان بن بشير، وأبي بن كعب، وأبو أيوب، وأبو طلحة، وأبو ذر، وأم عطية، وصفية أم المؤمنين، وحفصة، وأم حبيبة رضي الله عنهم أجمعين ....)) (١). عائشة تفتي في عهد الخلفاء الراشدين:

كانت أم المؤمنين عائشة (ض) قد استقلت بالفتوى وحازت على هذا المنصب الجليل المبارك منذ وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصبحت مرجع السائلين ومأوى المسترشدين وبقيت على هذا المنصب في زمن الخلفاء كلهم إلى أن وافاها الأجل.

يقول القاسم بن محمد أحد الفقهاء السبعة في المدينة المنورة:

((كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت يرحمها الله)).

وحتى عمر الفاروق رضي الله عنه الذي كان مجتهد الإسلام والدين لم يستغن عن هذه المشكاة التبوية: ((كانت عائشة تفتي في عهد عمر، وعثمان إلى أن ماتت يرحمها الله، وكان الأكابر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عمر، وعثمان بعده، يرسلان إليها فيسألانها عن السنن)) (٢).

وكما هو معروف أن كل صحابي لم يكن مسموحا له بالإفتاء في عهد عمر رضي الله عنه، بل كان ذلك الأمر إلى البعض من خاصة أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهم الذين كانوا يفتون، وهذا يدلنا على مدى اعتماد عمر (ض)


(١) إعلام الموقعين للإمام ابن القيم رحمه الله ١٢/ ١، ١٣، ط: دار الجيل بيروت
١٩٧٣م.
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد ٣٧٥/ ٢.

<<  <   >  >>