للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - في مختلف القضايا وشتى العلوم والمعارف، في اليوم والليلة.

وكان من عادتها أنها كانت طلعة، كثيرة السؤال، لا يهدأ لها بال حتى ترضي طمأنينتها، وتجلو لنفسها كل خفي حتى تحيط به، فكانت ذات مرة قد سمعت قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من حوسب عذب)) فقالت له: إن الله تعالى يقول: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: ٨] فقال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب هلك)) (١).

وذات مرة تلت قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: ٤٨]- وفي رواية - قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧] وسألت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((على الصراط)) (٢).

ولما سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يحشر الناس يوم القيامة عراة)


= غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ((ما منكن امرأة تقدم ...)) (باب هل يجعل للنساء يوم على حدة؟ برقم١٠٢).
(١) أشار به المؤلف إلى الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه كتاب العلم برقم ١٠٣، ومسلم في صحيحه كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها برقم ٢٨٧٦، والترمذي في سننه كتاب صفة القيامة والرقائق برقم ٢٤٢٦ وأبو داود كتاب الجنائز برقم ٣٠٩٣.
(٢) الرواية التي فيها قول الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ...} أخرجها الإمام أحمد في مسنده عن مسروق قال: قالت عائشة (ض): أنا أول الناس سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
عن هذه الآية {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ ....} قالت: فقلت: أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: على الصراط. أحمد في المسند ٦/ ٣٥ (٢٤١١٥) وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب صفة القيامة والجنة والنار برقم ٢٧٩١، والترمذي في سننه كتاب تفسير القرآن برقم ٣١٢١، وابن ماجه في سننه كتاب الزهد برقم ٤٢٧٩، والدارمي في سننه كتاب الرقاق برقم ٢٨٠٩.
أما الرواية التي فيها قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ ...} فقد أخرجها الترمذي في سننه كتاب تفسير القرآن برقم ٣٢٤١ وفيها: قالت عائشة: فقلت: فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: على جسر جهنم. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأخرجها الإمام أحمد في مسنده ٦/ ١١٦ برقم ٢٤٩٠٠، والنسائي في السنن الكبرى ٤٤٧/ ٦ برقم ١١٤٥٣.

<<  <   >  >>