للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي اعتقادي إن كتاب كبير علماء الهند في عصره وشيخ الندويين العلامة السيد سليمان الندوي (ح) أولى المحاولات من نوعها لأداء هذا الدين، وكشف الستار عن مكانة هذه العبقرية الفذة والشخصية العظيمة التي صنعت العظائم، كيف لا! وقد ظفرت بالرعاية التي هي خلاصة الكرامة التي هيأتها لبناتها حمية البداوة، وصقلتها مع الزمن شمائل الحضر ومآثر الشرف والسيادة.

وقد تبع الشيخ الندوي (ح) علماء (١) كتبوا عن سيرة وشخصية أم المؤمنين (ض) إلا أن كتاباتهم تأتي في إطار خاص، وتتناول جوانب معينة، ومعظمها لا يتجاوز سرد الوقائع والأحداث الواقعة في حياتها.

أما كتاب الشيخ الندوي فهو في رأيي بمثابة موسوعة علمية وحضارية وثقافية لعصر أم المؤمنين وحياتها، يبرز كل جانب من جوانب حياتها من العلم والفقه والاجتهاد والتوجيه والإرشاد، والاجتماع والسياسة، بالإضافة إلى تقديم نموذج مثالي للعشرة الزوجية المتكاملة، التي من حقها أن توصف بأنها حياة زوجية سعيدة، لأننا لا نعرف بين أزواج الهداة والعظماء من ظفرت بأسعد منها، أو كانت أرضى من أم المؤمنين عن حياتها.

ولما طلع هذا السفر العظيم (كتاب سيرة عائشة) على منصة العلم والأدب، الذي فاض به القلم السيال من صاحب القدم الراسخ والعقل الثاقب والفكر الناقد نسيج وحده الشيخ الندوي، كان ذلك منا منه على سائر الأوساط العلمية، وإضافة جديدة لذخائر المكتبة الأردية، وفضلا عظيما على


(١) ومن هؤلاء العلماء: الكاتب المشهور والأديب النقاد عباس محمود العقاد الذي ألف كتابه ((الصديقة بنت الصديق)) وقد طبع في دار المعارف بمصر عام ١٩٥٨ م، والأستاذ سعيد الأفغاني الذي ألف كتابه ((عائشة والسياسة))، ثم جاء بعده الأستاذ عبد الحميد طهماز وألف كتابه ((السيدة عائشة أم المؤمنين وعالمة نساء الإسلام)) وطبع ضمن سلسلة ((أعلام المسلمين)) تحت إشراف ورعاية صاحب السعادة الأستاذ محمد علي دولة الموقر حفظه الله تعالى، وذلك في دار القلم دمشق، الطبعة الخامسة عام ١٤١٥ هـ ١٩٩٤ م.

<<  <   >  >>