للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت عائشة قد ربت في حضنها جارية من الأنصار، فلما حان عرسها زوجتها عائشة (ض) بكل بساطة دون أي غناء أو لهو، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال: ((يا عائشة ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهوا)) (١).

وكان الأحباش يلعبون بحرابهم بمناسبة أفراح العيد، فأرادت عائشة (ض) أن تنظر إلى لعبهم، فسترها النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه وهي تشاهد لعبهم، تقول (ض): ((رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأم)) (٢).

وربما مر أبوها (ض) بالبيت فيسمع صوتها عاليا في حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيدخل غاضبا يتناولها ليلطمها وينهرها قائلا: لا أراك ترفعين صوتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحجزه، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج أبو بكر: ((كيف رأيتني أنقذتك من الرجل)) (٣)؟!

وجاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا عائشة تعرفين هذه؟ قالت: لا، يا نبي الله، قال: هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم، فأعطتها طبقا، فغنتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد نفخ الشيطان في منخريها)) (٤) ومعنى ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كره مثل هذه الأغاني.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح برقم ٥١٦٣، وأخرجه أحمد في مسنده بلفظ: ((كانت في حجري جارية من الأنصار فزوجتها، قالت: فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عرسها، فلم يسمع لعبا، فقال: يا عائشة إن هذا الحي من الأنصار يحبون كذا وكذا)) رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند ٢٦٩/ ٦ برقم ٢٦٣٥٦، كما أخرجه ابن حبان في صحيحه ٣/ ١٨٥ برقم ٥٨٧٥، وهو في موارد الظمآن للهيثمي ٤٩٣/ ١ برقم ٢٠١٦.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح رقم ٥١٩٠/ ٥٢٣٦، ومسلم في صحيحه كتاب صلاة العيدين برقم ٨٩٢، والنسائي في سننه كتاب صلاة العيدين رقم ١٥٩٤ و١٥٩٥.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الأدب برقم ٤٩٩٩، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ١٣٩ رقم ٨٤٩٥ و٩١٥٥.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ٣/ ٤٤٩ حديث السائب بن يزيد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ١٣٠: ورواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ٨/ ١٥٨ رقم ٦٦٨٦.

<<  <   >  >>