للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها تبطل الصلاة - فإنك ها هنا تنبّه الإمام، فإن رجع، وإلا فلا تتابعه، فإما أن تكمل صلاتك وحدك، أو تنتظره إلى أن يسلّم وتسلّم معه.

قال المؤلف - رحمه الله -: (ولا يؤمُّ الرجلُ قوماً وهم له كارهون)

يستدل المؤلف ومن يقول بقوله بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة، من تقدم قوماً هم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دِباراً، ورجل اعتبد محرره» (١) وهو حديث ضعيف.

ومعنى «أتى الصلاة دباراً» أي أتى الصلاة بعدما انتهت.

ومعنى «اعتبد محرره»: أي اتخذ محرره عبداً، أي أن يكون له عبد ثم يحرره ويكتم ذلك، أو أن يتخذ حراً عبداً ويتملّكه.

وكذا حديث أبي أمامة الذي أخرجه الترمذي: «ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم، العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها، وإمام قوم وهم له كارهون» (٢).

فعلى ذلك، فلا عبرة برضى الناس في الإمام، فالمعتبر أن يكون الإمام موافقاً للشرع.

قال المؤلف: (ويُصلّي بهم صَلاةَ أخَفِّهم)

لحديث معاذ الذي قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه لما أطال الصلاة بالناس: «أفتان أنت يا معاذ» (٣).

قال: (ويُقَدَّمُ السلطانُ وربُّ المَنْزِلِ)

وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي مسعود البدري في «صحيح مسلم»: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء،


(١) ضعيف. أخرجه أبو داود (٥٩٣)، والترمذي (٣٥٨)، وابن ماجه (٩٧٠) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -. في سنده عبد الرحمن الإفريقي وشيخه عمران بن عبد المعافري ضعيفان.
وأخرج ابن ماجه (٩٧١) شاهدا له عن ابن عباس - رضي الله عنه -. في سنده يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي قال أبو حاتم الرازي: شيخ لا أرى في حديثه إنكارا، يحدث عن عبيدة بن الأسود أحاديث غرائب. قلت: هذا الحديث منها وشيخه مدلس وقد عنعنه.
(٢) ضعيف. أخرجه الترمذي (٣٦٠) عن أبي أمامة - رضي الله عنه -، والبيهقي في «معرفة السنن والآثار» (٥٩٥٩) وضعفه وذكر علته. بعض أهل العلم قوى فقرة الإمام بمجموع الطرق، والأمر محتمل. والله أعلم
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>