للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال رحمه الله: (وتَغْمِيِضُهُ إذا مات)

أي من السنة تغميض عيني الميت إذا مات، لحديث أم سلمة قالت دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه النبي - صلى الله عليه وسلم -، أي بعدما مات فتح أبو سلمة عينيه فأغمضه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر» فضجّ ناس من أهل أبي سلمة، فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون» (١).

فليكن العبد حذراً في هذه اللحظة أن يدعو على نفسه بشيء فيهلك في دنياه وآخرته فإن الملائكة تؤمن على ما يقول، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين وأخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه».

وشاهِدنا من الحديث قول أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه يعني فأغمض عينيه.

قال المؤلف: (وقراءة يس عليه)

أي من السنة أن تقرأ سورة يس على الميت، بعد موته وقبل وضعه في القبر. واستدل المصنف - رحمه الله - بعد أنّ ذكر هذا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اقرأوا على موتاكم يس» (٢). أخرجه أبو داود وغيره، وضعفه الدارقطني، وقال: «لا يصح في هذا الباب حديث»، وضعفه ابن القطان الفاسي وغيرهما.

وقد ذكرنا فيما مضى أن أي حديث تذكره تذكر مصدره الأساسي، من خرّج هذا الحديث من كتب السنة المعتمدة، ثم إذا كان خارج «الصحيحين» يلزمك أن تذكر من صححه أو ضعفه من العلماء، لأن أحاديث «الصحيحين» قد اتفق علماء الإسلام على صحة ما فيهما إلا أحاديث يسيرة صححها البخاري وصححها مسلم، أما ما كان خارج «الصحيحين»، فنحتاج إلى معرفة مصدر الحديث ومعرفة من صححه أو ضعفه.


(١) أخرجه مسلم (٩٢٠) عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة رضي الله عنها.
(٢) أخرجه أحمد في «المسند» (٢٠٣٠١)، وأبو داود (٣١٢١)، وابن ماجه (١٤٤٨) من حديث معقل بن يسار - رضي الله عنه -.
انظر الضعيفة للألباني (٥٨٦١) لمعرفة علته.

<<  <   >  >>