للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَتِيبَةٍ (١).

الْمُجَنِّبَتَيْنِ: هما الميمنة والميسرة للجيش، أي كتيبة تكون على يمين الجيش وكتيبة على يساره، ويكون القلب بينهما في الوسط.

الحُسَّر: الذين لا دروع عليهم.

فكان يؤَمِّر على الجيش أمراء، ويُعرض عليه المقاتِلة، كما عُرض عليه ابن عمر فردَّه ثم قبله، ويسأل من حضر ومن لم يحضر؛ كما فعل مع كعب في غزوة تبوك قال: «ما فعل كعب؟ ».

ويشرع له أن يتخذ الرايات والألوية، الراية هي العَلَمْ، علم الدولة أو علم الجيش، العلم المعروف عندنا اليوم، لكل دولة اليوم علم يخصها.

واللواء، قالوا: هو شقة ثوب، يعني جزء من ثوب تلوى وتشد إلى عود الرمح، فيكون قطعة من الثوب على الرمح ملوية.

فالراية ترفرف تتحرك مع الريح؛ لأنها غير مربوطة، بخلاف اللواء، اللواء يُلف على الرمح إلى الأسفل.

قال إبراهيم الحربي: الْوَاحِدَةُ رَايَةٌ: وَهِيَ أَعْلَامٌ لِكُلِّ فَرِيقٍ، وَاللِّوَاءُ لِلْأَمِيرِالْأَعْظَمِ، وَقَدْ يُسَمَّى اللِّوَاءُ رَايَةً.

ودليل اتخاذ الرايات والألوية: حديث قيس بن سعد الأنصاري أنه كان صاحب لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢). أخرجه البخاري، هذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له لواء.

وحديث سلمة بن الأكوع قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله» (٣) وهو متفق عليه، هذا يدل على وجود راية كانت تعطى لقائد الجيش.

وحديث أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب ... » (٤) أخرجه البخاري.

لم يصح عندي حديث في لون راية أو لواء النبي - صلى الله عليه وسلم -. والله أعلم

قال المؤلف رحمه الله: (وتَجبُ الدَّعوةُ قَبلَ القِتالِ إلى إِحدَى ثَلاثِ خِصالٍ: إِمّا الإسلامِ، أو الجِزيةِ أو السَّيفِ)

أخرج مسلم في صحيحه عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا


(١) أخرجه مسلم (١٧٨٠)
(٢) أخرجه البخاري (٢٩٧٤)
(٣) أخرجه البخاري (٢٩٤٥)، ومسلم (٢٤٠٤)
(٤) أخرجه البخاري (٤٢٦٢).

<<  <   >  >>