للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكتفي بهذا في الثلاثية والرباعية من غير ذكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أخرجه البخاري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علّمهم التشهد ثم قال لهم: «وليتخيّر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو» (١).

والحديث الذي فيه الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا المَوْضِعِ فلا يصح.

(والأذكار الواردة في كل ركن) منها تكبير الركوع والسجود والرفع والخفض وقول «سمع الله لمن حمده»، وفي الركوع «سبحان ربي العظيم» وفي السجود «سبحان ربي الأعلى»، وبين السجدتين «رب اغفر لي رب اغفر لي» فهذه كلها سنن.

(والاستكثار من الدعاء بخيري الدنيا والآخرة بما ورد وبما لم يرد) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء» (٢)، وقوله: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه» وهذا بعد التشهد.

فخيره بما شاء من الدعاء ولم يقيّده بشيء.

ومن الدعاء المستحب بعد التشهد وقبل السلام قول: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال» (٣).

ويستحب بعد التشهد ذكر الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير.

صح في صيغها أكثر من حديث بألفاظ مختلفة منها ما أخرجه الشيخان عن كعب بن عجرة - رضي الله عنه -: «اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (٤).

وتستحب الإشارة بالأصبع في التشهد دون تحريكها؛ فحديث تحريك الأصبح في التشهد ضعيف (٥).


(١) أخرجه البخاري (٨٣٥) عن ابن مسعود - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه مسلم (٤٧٩) عن ابن عباس - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه البخاري (١٣٧٧) ومسلم (٥٨٨) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجه البخاري (٣٣٧٠) ومسلم (٤٠٦).
(٥) انظر «البشارة في شذوذ تحريك الأصبع في التشهد وثبوت الإشارة» لأحمد بن سعيد اليمني بتقديم شيخنا الوادعي رحمه الله.

<<  <   >  >>