للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما أنا فأنصح بالتركيز على أحاديث الصحيحين.

(والتعوّذ) أن يقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» قبل البسملة وقراءة الفاتحة، ولم يصحّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لفظ خاص بالصلاة في مسألة التعوذ، وأما اللفظ الذي ذكرناه فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غير الصلاة.

وهذه الصيغة هي الواردة عن جمع من السلف كما في مصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة.

والاستعاذة مستحبة عند القراءة، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ سورة الكوثر ولم يستعذ (١).

وتكون الاستعاذة سرًّا لا جهرًا، قال ابن قدامة: «بلا خلاف».

(والتأمين) قول آمين آخر الفاتحة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أمّن الإمام فأمّنوا» (٢).

(وقراءة غير الفاتحة معها) فقد ثبت في «الصحيحين» وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الركعتين الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخيرتين بفاتحة الكتاب (٣).

(والتشهد الأوسط) ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه تركه سهوًا، ولم يذكر في حديث المسيء صلاته، فيدلّ على السنيّة (٤).

وأصحّ ألفاظه حديث ابن مسعود، متفق عليه.

قال النووي: هو أصح تشهد بالإجماع (٥).

ولفظه: «التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» (٦).


(١) أخرجه مسلم (٤٠٠) عن أنس - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه البخاري (٧٨٠)، ومسلم (٤١٠) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاري (٧٥٩)، ومسلم (٤٥١) عن أبي قتادة - رضي الله عنه -.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) «المنهاج شرح صحيح مسلم» للنووي (٤/ ١١٥ - ١١٦).
(٦) أخرجه البخاري (٨٣١)، ومسلم (٤٠٢) عن ابن مسعود - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>