للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن غيرِها قائمٌ على الاختصار، والاقتصارِ على أقوالِ أئمةِ المذهب، والإحالةِ في التفاصيل على كتبِ الفقه، ومنها كتبُه التي ألَّفها، وخصوصًا "حصائل المسائل"، وهو -واللَّه أعلم- قد تناول فيه بسطَ مسائل الفروع وتفصيلَها.

٧ - منهجه في القراءات:

أمَّا القراءاتُ فالمؤلفُ رحمه اللَّه له عنايةٌ كبيرة بها، وهو قد انتهَج فيها طريقةً ثابتةً من أولِ الكتاب إلى آخره، وهي ذكرُ القراءاتِ السبعةِ في الغالب، وفي أحيانٍ قليلةٍ يضيفُ باقي العشرة، لكنه لا يكتفِي بالإشارة إلى القراءةِ بل إنَّ له عنايةً خاصةً بتوجيهها وبيانِ ما أشكلَ، مع الدقَّة في عزوِ القراءة لقائليها من السبعة، أمَّا القراءاتُ الشاذةُ فقليلًا ما يتعرَّض لها، ومن أمثلة العناية بالقراءات عنده:

- قوله تعالى: {فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} [النمل: ٢٤ - ٢٥] قال: قرأ الكسائي وأبو جعفر ورويسٌ عن يعقوب بالتخفيف (١)، ومعناه: (ألَا) كلمة تنبيهٍ، و {يَسْجُدُوا} بمعنى: يا اسجدوا، (يا) نداءٌ والمنادى مضمرٌ أي: يا هؤلاءِ اسجُدوا للَّهِ، قال ذو الرُّمَّة:

ألَا يا اسْلَمي يا دارَ مَيٍّ على البِلَى... ولا زالَ مُنْهَلًّا بجَرْعائكِ القَطْرُ

وقرأ الباقون بالتشديد، وله وجوهٌ:

أحدها: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ} ألَّا يَسجدوا.

والثاني: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ} أعمالَهم لئلَّا يَسجدوا.

والثالث: {فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} لئلَّا يَسجدوا.


(١) ويقف هؤلاء على (يا)، ويبتدئون: (اسجدوا) على الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>